آراء النقاد: لماذا فقدت “جوجوتسو كايزن” جزءًا من جاذبيتها؟

لو استمع مبتكر “جوجوتسو كايزن” إلى شكوى رئيسية واحدة من الجمهور، لكان العمل أفضل بكثير: الحاجة إلى المزيد من التفاعل بين الشخصيات وفترات هدوء تمنح القصة والقراء فرصة لالتقاط الأنفاس.

 

أغلب الانتقادات من المعجبين تتعلق بأن السلسلة، خاصة بعد آرك حادثة شيبويا، أصبحت تركز بشكل شبه كامل على المعارك المتواصلة دون منح الشخصيات لحظات إنسانية أو تفاعلات طبيعية بينهم. في المواسم الأولى، كان هناك توازن بين الأكشن والمواقف اليومية أو الكوميدية، ما جعل الجمهور يرتبط بالشخصيات ويهتم بمصيرهم. لكن مع تصاعد الأحداث، اختفت تلك اللحظات تقريبًا، وأصبحت الحوارات تدور حول الاستراتيجيات القتالية أو تأتي في شكل ذكريات عابرة وسط القتال، دون مساحة كافية لإظهار الحزن أو الفرح أو حتى الصدمة بعد فقدان شخصيات محورية مثل غوجو.

 

غياب التفاعل الإنساني جعل موت الشخصيات أقل تأثيرًا، وأضعف من وقع الأحداث الدرامية، لأن القارئ لم يحصل على فرصة لرؤية الروابط تتطور أو تتعمق بين الأبطال. حتى الشخصيات التي كان يُفترض أن تتأثر بشدة، مثل ميغومي بعد فقدان غوجو، بدت ردود أفعالها باهتة أو غير واقعية، ما جعل كثيرين يشعرون أن القصة تفتقد للروح رغم تصاعد الرهانات.

 

النقاد والمعجبون على حد سواء يرون أن إضافة فصول أو مشاهد “داون تايم” (فترات هدوء بين الأحداث الكبرى) وحوارات يومية بين الشخصيات كانت ستجعل القصة أكثر تماسكًا، وتمنح كل بطل فرصة للنضج والتأثير في القارئ، بل وتجعل لحظات الموت أو التحول أكثر إيلامًا وصدقًا. هذا النقص في التفاعل ليس مجرد تفصيل بسيط، بل هو ما جعل كثيرين يشعرون أن “جوجوتسو كايزن” فقدت جزءًا من جاذبيتها كلما تقدمت الأحداث بوتيرة أسرع من اللازم.

 

حتى على مستوى الكتابة، اعترف المؤلف غيغي أكوتامي في رسائل لاحقة بأنه كان يعاني من ضغط العمل والانتقادات، وأنه أحيانًا كان يدفع القصة للأمام دون توقف أو مراجعة كافية، ما انعكس على تماسك وتطور الشخصيات.

 

خلاصة القول: لو منح المؤلف شخصياته مساحة أكبر للتفاعل الإنساني، والتقط الأنفاس بين المعارك، لكان “جوجوتسو كايزن” أكثر عمقًا وتأثيرًا، ولحظات الفقد فيه أكثر صدقًا وخلودًا في ذاكرة الجمهور.

قد يعجبك أيضًا

ابحث عن

أدخل كلمات البحث ثم اضغط Enter