مبدع “كاوبوي بيبوب” يصف الذكاء الاصطناعي التوليدي بـ”وحش بلا قلب” وينتقده بشدة في عالم الأنيمي
شينيشيرو واتانابي، المخرج الشهير ومبدع سلسلة “كاوبوي بيبوب” الأسطورية، أدلى مؤخرًا بتصريحات قوية ضد استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في صناعة الأنيمي، واصفًا إياه بأنه “وحش بلا قلب“.
واتانابي، الذي يُعد من أبرز المخرجين في عالم الأنيمي، عبّر عن وجهة نظر قاتمة تجاه تأثير الذكاء الاصطناعي على الصناعة الإبداعية. وقال في تصريحاته: “عملية الإبداع صعبة، وإذا سمحنا للذكاء الاصطناعي بالسيطرة على هذا الجانب، فماذا يتبقى للمبدعين للاستمتاع به؟”.
هذه ليست المرة الأولى التي يعبر فيها واتانابي عن مخاوفه من الذكاء الاصطناعي. ففي أنيمي “كارول وتيوزداي” الذي أنتجه عام 2019، تناول بالفعل مخاطر الذكاء الاصطناعي في مجال الفنون. في هذا العمل، صوّر عالمًا تهيمن عليه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لدرجة أن مجرد عزف فتاتين وغنائهما لمسودة أغنية ابتكرتاها قبل ساعات كان كافيًا لإذهال كل من يستمع إليها.
تأتي تصريحات واتانابي في وقت تشهد فيه صناعة الأنيمي تحولات كبيرة مع سعي استوديوهات مثل OLM Digital لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في عمليات الإنتاج. فقد كشفت OLM Digital، الشركة التي عملت على أعمال مثل “The Apothecary Diaries” و”Pokémon“، عن خططها لاستخدام الذكاء الاصطناعي في ثلاثة مجالات رئيسية: دعم رسم الشخصيات، ورسم الإطارات البينية، وتقنية البحث عن الصور.
في مقابلة حديثة حول مسلسله الجديد “لازاروس“، أوضح واتانابي فلسفته قائلاً: “في ‘كارول وتيوزداي’، تدرك الشخصيات أن إنشاء الموسيقى من خلال الذكاء الاصطناعي سيكون أبسط، لكنهم يفضلون الانخراط في رحلة الإبداع، وهذا يعكس فلسفتي الخاصة. أنا أصنع الأنيمي لأنه يجلب لي السعادة”.
ما يقوله واتانابي هو في الأساس انتقاد لاستغلال شغف الفنانين. فمجرد أن العديد من الرسامين يستمتعون بالرسم لا يبرر الأجور المنخفضة، خاصة مع عبء العمل الهائل الذي يواجهونه.
كما أشار واتانابي في تصريحات سابقة إلى التحديات التي يواجهها الرسامون والمصممون في الصناعة، مشيرًا إلى أن حجم العروض التي يتم إنتاجها يؤدي إلى نقص في المحترفين ذوي الخبرة. وأعرب عن قلقه من أن العديد من الرسامين مضطرون للتعامل مع مشاريع متعددة، مما يعيق قدرتهم على تطوير حرفتهم.
مع استمرار النقاش حول دور الذكاء الاصطناعي في صناعة الأنيمي، تبرز تصريحات واتانابي كصوت قوي يدافع عن الإبداع البشري والعنصر الإنساني في الفن، في مواجهة التقدم التكنولوجي الذي قد يهدد جوهر العملية الإبداعية.