في ملحمة “ون بيس” النهائية، برز اسم ديفي جونز فجأة ليشكّل لغزًا محوريًا يربط بين التاريخ الأسطوري للقراصنة والحاضر الدرامي لأبطال القصة. ففي أحدث فصول “ألباف” (Elbaf Arc)، وبعد أن عادت السلسلة لإحياء أسرار لطالما تجاهلها الزمن، صُدم المتابعون بالكشف عن صلة عميقة بين روكس د. زيبيك، أحد أخطر القراصنة في التاريخ، وديفي جونز الأسطوري.
ديفي جونز هو قرصان أسطوري يُقال إنه عاش في عصر قديم غير معلوم بدقة، وتحيط به الهالة نفسها التي تحيط بالأساطير التي تتحول إلى آلهة في التراث البحري. تقول الأسطورة في عالم “ون بيس” إنه لُعن أن يعيش في قاع البحر إلى الأبد، وكل ما يغرق في البحر يصير ملكه، ولهذا صار يُنظَر إليه كمخلوق خرافي، ونشأ حوله طقس بحري قديم يدفع الكثير من القراصنة لعبادته — إما رهبةً من مصيره أو طمعًا في قوته.
للأسطورة طيف من التأثير الثقافي في عالم “ون بيس”. مثال ذلك لعبة القراصنة الشهيرة Davy Back Fight، التي ظهرت في أرك Long Ring Long Land، حيث تعتمد فكرة الاستيلاء على أعضاء طاقم منافس أو إمكانياته، ما يعكس دهاء ديفي جونز نفسه كأسطورة بحرية حول استحواذه على كل ما يغرق. حتى روكس د. زيبيك، ذلك القرصان الذي قاد أشهر طاقم في التاريخ وغيّر موازين القوى قبل جيل روجر، كان — حسب الفصل 1155 — يعبد ديفي جونز ويستلهم فلسفته.
الأمر اللافت أن سر ديفي جونز ظل غامضًا طوال السلسلة، لكنه عاد للواجهة مع بداية سقوط جزيرة العمالقة وتكالب القوى العظمى الجديدة على إرث القراصنة القدماء. ذكر ديفي جونز عند نقطة محورية من الحكاية يعني أن قصة هذا القرصان الأسطوري ستمثل حلقة محورية في كشف أسرار التاريخ، وقد تشرح كيف انتقل إرث “الصندوق المفقود” (Davy Jones’ Locker) من أسطورة مخيفة إلى وصمة تطارد القراصنة حتى اليوم.
باختصار: ديفي جونز في “ون بيس” ليس مجرد اسم عابر أو تشابه مع حكايات حقيقية من تاريخ البحارة، بل أمامنا أسطورة بحرية ستشكل جزءًا من جوهر الفصل الأخير — سواء كمصدر إلهام، أو لأن إرثه وتاريخه يحملان أسرار مصير ون بيس نفسه، وربما يكون مفتاح الربط بين الماضي الغامض وصراع الحاضر حول الحرية والبحر والإرادة.
