فيلم “Scarlet” للمخرج مامورو هوسودا أثار انقسامًا واضحًا بين النقاد عند عرضه في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي 2025، حيث أشاد الكثيرون بـجمالياته البصرية وتفرده الفني، لكنهم اتفقوا في الوقت نفسه على أن قصته تعاني من التشتت وضعف البناء السردي.
الفيلم يقدّم إعادة تخييل أنثوية لقصة هاملت الكلاسيكية عبر شخصية الأميرة سكارليت، ابنة ملك دنمارك التي تسعى للانتقام من عمّها كلوديوس بعد قتله لوالدها. لكن مسارها يتغير جذريًا حين تُقتل وتستيقظ في عالم غامض يُعرف باسم “العالم الآخر”، حيث تختلط أرواح من عصور وثقافات مختلفة، وتواصل سكارليت رحلتها للانتقام بمساعدة ممرض ياباني يُدعى هيجيري، يرمز إلى صوت الضمير والسلام وسط دوامة الثأر.
نقديًا، يوصف الفيلم بأنه “مذهل بصريًا، لكنه غير متوازن دراميًا”. موقع Anime News Network منحه تقييمًا C-، مشيرًا إلى أن العمل هو “أضعف أفلام هوسودا كتابةً ورسومًا”، ورأى أن الصراعات الفلسفية بين هيجيري وسكارليت تفتقد العمق والتطور، وأن مشاهد الرقص والمقاطع الموسيقية — التي تضمنت تسلسلًا مستوحى من La La Land — بدت “فوضوية ومفرطة في التحريك”.
على الجانب الآخر، وصفت مراجعة IndieWire الفيلم بأنه محاولة جريئة ومؤثرة لتحويل مأساة شكسبيرية إلى ملحمة روحانية عن الغفران والحدود بين الحياة والموت، مشيدة بـتنوع الأساليب الفنية، من الرسم اليدوي إلى اللقطات المعالجة رقمياً بتقنية الروتوسكوب، لكنها أشارت إلى أن وفرة التفاصيل البصرية تحولت أحيانًا إلى عبء على الحكاية نفسها.
موقع Next Best Picture اعتبر أن الفيلم ما زال يظهر “لمسات هوسودا المميزة” من حيث الطموح والدراما الوجدانية، لكنه فقد التوازن بين العاطفة والبنية الحكائية المحكمة التي ميّزت أعماله السابقة مثل Wolf Children وThe Girl Who Leapt Through Time.
في المحصلة، “Scarlet” يُعد تجربة جمالية مبهرة على مستوى الصورة، لكنه يُثار حوله جدل بوصفه خطوة متعثرة في مسيرة مخرج عُرف بـدقته العاطفية وقدرته على الموازنة بين الخيال والإنسانية. الفيلم سيحصل على عرض مسرحي واسع في فبراير 2026 بعد جولته في المهرجانات الدولية، وقد يواصل إثارة النقاش بين من يرونه تجريبًا طموحًا ومن يعتبرونه إخفاقًا سرديًا بحُلّة فنية مذهلة.







