SAKAMOTO DAYS: حين تتحول الكوميديا إلى سلاح نفسي في عالم القتلة

إذا كان هناك درس طويل الأمد في صناعة الأنمي الياباني، فهو أن المزج بين الفكاهة والأكشن والدراما القاتمة ليس مجرد صيغة للترفيه، بل أسلوب لبناء عالم متماسك يجذب أوسع طيف من المشاهدين. أنمي “SAKAMOTO DAYS” يمثل حالة نموذجية لهذا المزج، مستندًا إلى مانغا يووتا سوزوكي الشهيرة بقدرتها على قلب التوقعات، حتى من أبسط مواقف الحياة اليومية.

 

خلال جلسة نقاشية بأنمي إكسبو 2025، تحدث المخرج ماساكي واتانابي ومنتج الرسوم المتحركة غينكي إيتو عن آليات تحقيق هذا التوازن على الشاشة، وكيف ترتكز هوية “SAKAMOTO DAYS” على إيقاع سريع متغير، وعلى انتقالات فجائية من الضحك الجامح إلى توتر مطبق وجدية لا تحتمل.

 

“نحن لا نؤمن بأن الكوميديا مجرد راحة بين المعارك”،
يقول واتانابي، الذي أخرج أعمالًا مثل “Space Brothers” و”Naruto Shippuden”.


“الكوميديا في هذا العمل هي سلاح وشكل من أشكال البقاء. الشخصيات تستخدم المزاح كدرع نفسي أمام عالم لا يرحم.”

 

من جانبه، أوضح غينكي إيتو أن ترجمة هذا المزاج البصري تطلبت تفاعلاً متواصلاً بين الفريق الإخراجي وفريق التحريك، خاصة في مشاهد تحوّل ساكاموتو من رب عائلة هادئ وبدين إلى قاتل محترف في مشهد واحد.

 

“كان علينا أن نجعل الجمهور يضحك ثم يرتجف في نفس الدقيقة“،
يقول إيتو بابتسامة مشوبة بالقلق.


“في كل حلقة، ندفن فخًا صغيرًا في إيقاع المشهد—سواء كان حركة وجه مبالغ فيها، أو كتمة صوتية مفاجئة، أو تقطيع إيقاعي في المعركة نفسها.”

 

ولأن “SAKAMOTO DAYS” لا يخجل من استدعاء العنف أو إشراك لحظات سوداوية تغور في عمق ماضي الشخصيات، كان التحدي الأكبر، بحسب واتانابي، هو التأكد من أن ضحك الجمهور لا يلغي التوتر أو يسخف خطورة الموقف.

 

“عندما يعود ساكاموتو لماضيه الدموي، علينا أن نأخذ لحظة صمت حقيقية.
لا مزاح هنا. وحتى عند وجود كوميديا الإحراج، يجب أن تُبنى بما يحترم خلفية المشهد.”

 

النتيجة—كما يظهر في العمل—هي سلسلة سهلة المشاهدة لكنها غنية بالتفاصيل الشعورية. مشاهد الحركة يتم إخراجها بعناية تشبه أعمال الأكشن الغربي، مع لمسات كوميدية من الحياة اليابانية المُعاصرة (تسوق البقالة، صراع الأبوة، والمنظفين) تُعيد الجمهور باستمرار إلى أرض الواقع.


القدرة على الانتقال المُفاجئ بين الضحك والدموع تجعل “SAKAMOTO DAYS” استثناءً في التصنيف الشونن، حيث التشويق البصري والتوتر النفسي يُقابلان بـمسحة هزلية لا تبطل تأثير المشهد، بل تضاعف أثره.

 

وإذا كان الجمهور يسأل نفسه أحيانًا كيف يمكن لهذا المزج أن ينجح دون أن يتحول إلى فوضى، فواتانابي وإيتو يؤكدان أن السر هو احترام الذكاء العاطفي للمشاهد، مع الاتكال على فريق إنتاج يلتقط إيقاع القصة بنصف كلمة وبنظرة واحدة.

 

“ليس الهدف أن نضحك فحسب أو نُصدم فحسب،
بل أن نلهث من الانسجام بين الاثنين،”
يقول واتانابي.
هذا هو عالم ساكاموتو الحقيقي.

قد يعجبك أيضًا

ابحث عن

أدخل كلمات البحث ثم اضغط Enter